ما هو المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين
نحن منظمة نقابية وطنية مستقلة تدافع عن الحقوق المادية والمعنوية للصحفيين الجزائريين و تعمل على ترقية مهنة الصحافة و تناضل من أجل حرية الرأي والتعبير.
المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين (National Council of Algerian Journalists)
هو نقابة جزائرية مستقلة وُلدت بعد سنوات من النضال المهني والحقوقي لثلة من الصحفيين المخلصين للمهنة والمدافعين عن حقوق الإعلاميين وحرية التعبير في الجزائر. جاء تأسيس المجلس تتويجًا لمسار طويل من المحاولات غير الناجحة لإنشاء نقابات مستقلة تمثل الصحفيين الجزائريين، وهو يُعدّ الابن الشرعي لمبادرة "من أجل كرامة الصحفي" التي قادها الصحفي الراحل رياض بوخدشة.
تأسيس نقابة المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين:
انعقد المؤتمر التأسيسي للمجلس عشية اليوم العالمي لحرية الصحافة، في 2 مايو 2019، بحضور العشرات من الصحفيين والإعلاميين من مختلف المؤسسات. وخلال المؤتمر، تم انتخاب الصحفي الراحل رياض بوخدشة كأول رئيس للنقابة الوليدة.وفي يوليو 2019، تم اعتماد المجلس رسميًا من قبل السلطات الجزائرية كنقابة مستقلة للصحفيين، وذلك في خضم وضع سياسي حساس كانت تمر به البلاد عقب الحراك الشعبي ضد نظام الرئيس الراحل عبد العزيز بوتفليقة.
الأهداف والمبادرات:
ويُعد هذا الموقف جزءًا أصيلًا من رؤية المجلس التي تعتبر حرية الكلمة وكرامة الصحفي خطوطًا حمراء لا يجوز المساس بها أينما كان.وتعكس هذه الأنشطة التزام المجلس بدوره المهني ليس فقط على المستوى الوطني، بل كذلك في الدفاع عن المبادئ الإنسانية المرتبطة بحرية الإعلام في كل مكان.
كما يسعى إلى الارتقاء بالمستوى المهني والجودة التحريرية عبر تطوير آليات العمل النقابي والإعلامي، وترسيخ قيم المسؤولية والمصداقية في الممارسة الصحفية.
ودعا في هذا السياق إلى رفع أجور الصحفيين وتوحيد الصفوف النقابية دفاعًا عن الحقوق المهنية والاجتماعية لكل العاملين في القطاع الإعلامي.
يسعى المجلس لتقديم الدعم للصحفيين الجزائريين، مع التركيز على الدفاع عن حقوقهم والتصدي للتحديات التي تواجه المهنة. على سبيل المثال، أبرم المجلس اتفاقية مع شركة التأمين الجزائرية La Caat لتقديم تخفيضات تصل إلى 50% للصحفيين الجزائريين. كما وقع المجلس اتفاقية مع مصحة طبية لتقديم الرعاية الصحية لأعضائه، مما يعكس التزامه بصحة ورفاهية الصحفيين.
يؤكد المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين التزامه الثابت والمبدئي بدعم القضايا العادلة في العالم، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
وقد عبّر المجلس مرارًا عن تضامنه المطلق مع الصحفيين الفلسطينيين الذين راحوا ضحايا اعتداءات الاحتلال، مشيدًا بجهود المنظمات الصحفية العالمية والنقابات المهنية الفلسطينية في الدفاع عن حرية الصحافة وفضح جرائم استهداف الإعلاميين في الأراضي المحتلة.
وفي السياق ذاته، شارك المجلس في عدد من المؤتمرات والمنتديات الدولية، من بينها المؤتمر الدولي للنقابات الداعمة لحقوق الشعب الصحراوي، تأكيدًا على حضوره الفاعل في المحافل الإقليمية والدولية، ودفاعه عن العدالة الإعلامية والحقوقية عبر العالم.
أما على الصعيد الداخلي، فيواصل المجلس جهوده لتحسين واقع الصحفيين في الجزائر، من خلال التأثير في السياسات العامة والتشريعات الخاصة بقطاع الإعلام، والسعي إلى تحسين ظروف العمل ورفع الأجور، لا سيما في ظل التحديات الاقتصادية التي واجهتها البلاد خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك تداعيات جائحة كوفيد-19.
ويجسّد المجلس من خلال نشاطه المستمر روح التضامن والتنظيم المهني، ويُعتبر نموذجًا في الدفاع عن حرية الصحافة وحقوق العاملين في الحقل الإعلامي.
وفي هذا الإطار، أعرب المجلس عن أسفه العميق لإغلاق جريدة "ليبرتي"، معتبرًا ذلك خسارة فادحة للمشهد الإعلامي الوطني، ومؤكدًا حرصه على حماية تعددية الإعلام واستقلاليته باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لحرية التعبير في الجزائر.
كما نوّه المجلس بجهود السلطات العمومية، ولا سيما اللقاءات الدورية التي يجريها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، مع ممثلي وسائل الإعلام الوطنية، والتي تمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز الشفافية وتكريس الحوار بين الدولة والجسم الصحفي.
وفي مواجهة التحديات المهنية، شدّد المجلس على ضرورة وضع حدّ لظاهرة توظيف المراسلين بأجور زهيدة أو بدون مقابل، لما لها من أثر سلبي على مهنية العمل الصحفي وجودته.
المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين – من الناحية التنظيمية
يُعدّ المجلس الوطني للصحفيين الجزائريين أبرز تنظيم مهني وطني يجمع صحفيي الجزائر، حيث يضم في صفوفه المئات من الإعلاميين العاملين في القطاعين العمومي والخاص، إضافةً إلى صحفيين من مختلف وسائل الإعلام السمعية البصرية، والصحافة المكتوبة، والإلكترونية. ويمتلك المجلس عشرات المكاتب المحلية المنتشرة في معظم ولايات الوطن الـ58، التي تنشط بفعالية ميدانية وتعمل على الدفاع عن المهنة وممارسيها في عمق التراب الوطني.
تُشرف على هذه المكاتب المحلية قيادة وطنية مكوّنة من 17 عضوًا، تولّى رئاستها عند التأسيس الصحفي القدير رياض بوخدشة. وبعد وفاته سنة 2021 متأثرًا بمضاعفات جائحة كوفيد-19، انتقلت رئاسة المجلس بالنيابة إلى الإعلامي عمار شريتي، الذي انتُخب لاحقًا رئيسًا للمجلس في المؤتمر الوطني الأول للمنظمة النقابية المنعقد بتاريخ 31 يوليو 2025 بولاية البويرة.
وقد شارك المجلس بفعالية في العديد من الفعاليات المهنية داخل الوطن وخارجه، وكان له حضور مؤثر في المشاورات الرسمية، من بينها تقديم مقترحات حول تعديل الدستور الجزائري بطلب من رئاسة الجمهورية، وتقديم استشارة متخصصة بشأن تعديل قانون ممارسة الحق النقابي، فضلًا عن مساهمته الفاعلة في النقاش البرلماني حول القوانين المنظمة للعمل الإعلامي في الجزائر.
وقد تُوّج هذا الجهد باعتماد عدد من مقترحات المجلس ضمن القوانين الإعلامية الجديدة التي صادق عليها البرلمان نهاية سنة 2023.
0 تعليقات